The following is a letter from Abd al-Rahman Qaradawi to his famous father, Shaykh Yusif Qaradawi, telling him to stay out of politics…
رسالة عبد الرØمن القرضاوي ابيه يوس٠القرضاوي: آن لهذه الأمة أن تخوض الصعب، وأن ترسم الØدود بين ما هو ديني، وما هو سياسي، لكي نعر٠متى يتØدث الÙقهاء، ومتى يتØدث السياسيون!
وجه عبد الرØمن القرضاوي رسالة الى ابيه يوس٠القرضاوي انتقد Ùيها اصداره Ùتوى يوم أمس بضرورة تأييد الرئيس المعزول Ù…Øمد مرسي، واعادته الى منصبه، معرباً عن المه الشديد لتصر٠والده ودعم الظلمة بدعوى Øماية الشرعية والشريعة.
نص الرسالة كما وردت على موقع اليوم السابع:
أبي العظيم Ùضيلة الشيخ العلامة يوس٠القرضاوى …
عرÙتÙÙƒÙŽ عالمًا جليلا ÙˆÙقيهًا موسوعيًا متبØرا، تعر٠أسرار الشريعة، وتق٠عند مقاصدها، وتبØر ÙÙŠ تراثها، ونØÙ† اليوم ÙÙŠ Ù„Øظات Ùاصلة ÙÙŠ تاريخ مصر، مصر التي تØبÙّها وتعتز بها، Øتى إنك Øين عنونت لمذكراتك اخترت لها عنوان “ابن القرية والكÙتـَّــاب”ØŒ وأنا اليوم أخاطب Ùيك هذا المصري الذي ولد ÙÙŠ القرية، وتربى ÙÙŠ الكتّاب .
يا أبي الجليل العظيم … أنا تلميذك قبل أن أكون ابنك، ويبدو لي ولكثير من مريديك وتلامذتك أن اللØظة الراهنة بتعقيدها وارتباكاتها جديدة ومختلÙØ© تماما عن تجربة جيلكم كله، ذلك الجيل الذي لم يعر٠الثورات الشعبية الØقيقية، ولم يقترب من إرادة الشعوب وأÙكار الشباب المتجاوزة، ولعل هذا هو السبب ÙÙŠ أن يجري على قلمك ما لم أتعلمه أو أتربى عليه يوما من Ùضيلتكم .
أبي الغالي الذي تشهد كل قطرة دم تجري ÙÙŠ عروقي بعلمه ÙˆÙضله، لقد أصدرت أمس Ùتوى بضرورة تأييد الرئيس المقال (بØÙ‚) Ù…Øمد مرسي .. جاء Ùيها نصا :
“إن المصريين عاشوا ثلاثين سنة – إن لم نقل ستين سنة – Ù…Øرومين من انتخاب رئيس لهم، يسلمون له Øكمهم باختيارهم، Øتى هيأ الله لهم، لأول مرة رئيساً اختاروه بأنÙسهم وبمØض إرادتهم، وهو الرئيس Ù…Øمد مرسي، وقد أعطوه مواثيقهم وعهودهم على السمع والطاعة ÙÙŠ العسر واليسر، ÙˆÙيما Ø£Øبوا وما كرهوا، وسلمت له كل الÙئات من مدنيين وعسكريين، ÙˆØكام ومØكومين، ومنهم الÙريق أول عبد الÙØªØ§Ø Ø§Ù„Ø³ÙŠØ³ÙŠ الذي كان وزير الدÙاع والإنتاج الØربي ÙÙŠ وزارة هشام قنديل، وقد أقسم وبايع أمام أعيننا على السمع والطاعة، للرئيس مرسي، واستمر ÙÙŠ ذلك السمع والطاعة، Øتى رأيناه تغير Ùجأة، ونقل Ù†Ùسه من مجرد وزير إلى صاØب سلطه عليا، علل بها أن يعزل رئيسه الشرعي، ونقض بيعته له، وانضم إلى طر٠من المواطنين، ضد الطر٠الآخر، بزعم انه مع الطر٠الأكثر عددا.”
أبي الكريم … إن المقارنة بين مرسي ومبارك غير مقبولة، وهذه رؤية جيلنا التي ربما لا يراها من قبلنا .
يا سيدي … جيلنا لم يصبر على الاستبداد ستين أو ثلاثين عاما كما تقول، بل هو جيلكم الذي Ùعل ذلك باسم الصبر، أما Ù†ØÙ† Ùجيل تعلم أن لا ÙŠØ³Ù…Ø Ù„Ø¨Ø°Ø±Ø© الاستبداد بالاستقرار ÙÙŠ الأرض، وقرر أن يقتلعها من عامها الأول قبل أن تنمو، Ùهي شجرة خبيثة لا بد أن تجتث من Ùوق الأرض .
ولو أن مرسي قد ارتكب واØدا ÙÙŠ المئة مما ارتكبه سابقوه، Ùما كان لنا أن نسكت عليه، وهذا Øقنا، ولن نقع ÙÙŠ ÙØ® المقارنة بستين عاما مضت، لأننا إذا انجرÙنا لهذا الÙØ® Ùلن نخرج من الماضي أبدا .
لقد تعلمت منكم أن المسلمين عند شروطهم، ألست القائل : “إن الإمام إذا التزم بالنزول على رأي الأغلبية وبويع على هذا الأساس، Ùإنه يلزمه شرعا ما التزم به، ولا يجوز له بعد أن يتولى السلطة أن يضرب بهذا العهد والالتزام عرض الØائط، ويقول إن رأيي ÙÙŠ الشورى إنها معلمة وليست ملزمة، Ùليكن رأيه ما يكون، ولكنه إذا اختاره أهل الØÙ„ والعقد على شرط وبايعوه عليه Ùلا يسعه إلا أن ينÙذه ولا يخرج عنه، Ùالمسلمون عند شروطهم، والوÙاء بالعهد Ùريضة، وهو من أخلاق المؤمنين” .
“ومن هنا – والكلام ما زال لكم – نرى أن أي جماعة من الناس – وإن كانوا مختلÙين ÙÙŠ إلزامية الشورى – يستطيعون أن يلزموا ولي الأمر بذلك إذا نصوا ÙÙŠ عقد اختياره أو بيعته على الالتزام بالشورى ونتائجها، والأخذ برأي الأغلبية مطلقة أو مقيدة، Ùهنا يرتÙع الخلأ ØŸ السياسة الشرعية ÙÙŠ ضوء نصوص الشريعة ومقاصدها (ص116ØŒ Ø· مكتبة وهبة) .
يا أبي الكريم العظيم …
لقد عاهدنا الرجل ووعدنا بالتواÙÙ‚ على الدستور، ولم ÙŠÙØŒ وبالتواÙÙ‚ على الوزارة، ولم ÙŠÙØŒ وبالمشاركة لا المغالبة ÙÙŠ Øكم البلاد، ولم ÙŠÙØŒ وبأن يكون رئيسا لكل المصريين، ولم ÙŠÙØŒ وأهم من كل ذلك أننا عاهدناه على أن يكون رئيس مصر الثورة، ثم رأيناه ÙÙŠ عيد الثورة يقول لجهاز الشرطة – الذي عاهدنا على تطهيره ولم ي٠أيضا – يقول لهم : “أنتم ÙÙŠ القلب من ثورة يناير!!!”ØŒ Ùبأي عهود الله تريدنا أن نبقي عليه ØŸ
لقد ØªØµØ§Ù„Ø Ù…Ø¹ الدولة العميقة، ومع الÙلول، ومع رجال أعمال مبارك، ومع كل الشرور الكامنة من العهود البائدة، بل Øاول أن يوظÙها Ù„Øسابه، وأن يستميلها لجماعته، وأعان الظالمين على ظلمهم Ùسلطهم الله عليه .
لقد ØÙظت منك كلمة لا أنساها ما Øييت يا أبي وأستاذي، كلمة من جوامع الكلم، كلمة صارت لي ميثاقا ونبراسا ÙÙŠ Ùهم الإسلام، ÙˆÙÙŠ Ùهم السياسة الشرعية، لقد قلت لي ولكل جيلنا : “الØرية قبل الشريعة” !
بهذه الكلمة كنت٠وما زلت٠من الثائرين الذين يطالبون بالØرية للناس جميعا، بهذه الكلمة كنت ÙÙŠ الميدان يوم الخامس والعشرين من يناير، ويوم الثلاثين من يونيو أيضا، ولم أشغل Ù†Ùسي بالمطالبة بإقامة شرع الله، ولم أر أن من Øقي Ùرض الشريعة على Ø£Øد، بل شغلت Ù†Ùسي بتØريض الناس أن يكونوا Ø£Øرارا، ÙالØرية والشريعة عندي سواء، وهل خلق الله الناس إلا ليكونوا Ø£Øرارا !
لقد ناشدتَ أبي العظيم ÙÙŠ Ùتواك الÙريق السيسي وكل الأØزاب والقوى السياسية وكل طلاب الØرية والكرامة والعدل، أن يقÙوا وقÙØ© رجل واØد، لنصرة الØÙ‚ØŒ وإعادة الرئيس مرسي إلى مكانه، ومداومة نصØه، ووضع الخطط المعالجة، والبرامج العملية ..” Ùماذا لو أخبرتك يا مولاي أنهم طالما Ùعلوا ذلك طوال عام كامل ولم يستجب الرجل؟
ماذا لو أخبرتك يا أستاذي أن من مستشاريه الذين اختارهم بنÙسه من نثق بعلمه ودينه وإخلاصه ووطنيته ومع هذا تركوه جميعا بعد أن اكتشÙوا Øقيقة أنهم ليسوا أكثر من ديكور ديمقراطي لاستبداد جديد، Ùلم يكن الرجل يسمع لأØد سوى جماعته ومرشده الذين لم يكونوا له يوما ناصØين أمناء ولا بطانة خير، وإنما أعانوه على ما لم ÙŠÙØµÙ„Ø ÙÙŠ مصر دينا ولا دنيا، ودÙعوه إلى مواجهة الشعب بالجماعة لتبرير وتمرير قراراته المنÙردة، مما أدى إلى دم كثير، ÙˆÙتنة ÙÙŠ الأرض، وما على هذا بايعه المصريون والثوار .
ماذا لو أخبرتك يا سيدي وتاج رأسي أنني قد Ùعلت ذلك بنÙسي Ùما كان من الرئيس وأهله وعشيرته إلا أن صعروا لنا الخدود!
لقد جلسنا مع كل الأطرا٠ÙÙŠ أوقات صعبة، ولم يكن Ø£Øد يشكك ÙÙŠ شرعية الرئيس، وكان من الممكن لم الشمل بتنازلات بسيطة، ولكن – وللأس٠– لم نر رجال دولة على قدر المسؤولية، بل رأينا مجموعة من الطامعين ÙÙŠ الاستØواذ مهما كان الثمن .
لقد كنا نتمنى جميعا لو أكمل الرئيس مدته، وأن ØªÙ†Ø¬Ø Ø£ÙˆÙ„ تجربة لرئيس مدني منتخب، ولكنه أصر على إسقاط شرعيته بنÙسه، وذلك بانقياده لمن ÙŠØركه، وبتبعيته لمن لا شرعية لهم ولا بيعة ولا ميثاق، ثم هم الآن يبتزون أتباعهم ورموزهم عاطÙيا لكي يقعوا ÙÙŠ هذا الشرك بدعوى Øماية الشرعية والشريعة !
إن Øقيقة ما Øدث ÙÙŠ مصر خلال العام الماضي أن الإخوان المسلمين قد تعاملوا مع رئاسة الجمهورية على أنها شعبة من شعب الجماعة، ونØÙ† ندÙع وسندÙع ثمن ذلك جميعا دما وأØقادا بين أبناء الوطن الواØد !
إن كل كلمة كتبتها يا سيدي وأستاذي Ø£Øترمها، وأعلم Øسن نواياك Ùيها، ولكن تØÙظي أنها لم تكن رأيا سياسيا ÙŠØتمل الصواب والخطأ، رأيا يكتبه “المواطن” يوس٠القرضاوي ابن القرية والكتّاب، بل كانت Ùتوى شرعية ÙŠÙتي بها إمام الوسطية “الشيخ” يوس٠القرضاوي، وهو ما أذهلني وأربكني وآلمني .
لقد آن لهذه الأمة أن تخوض الصعب، وأن ترسم الØدود بين ما هو ديني، وما هو سياسي، لكي نعر٠متى يتØدث الÙقهاء، ومتى يتØدث السياسيون !
ختاما: أنا أكثر واØد ÙÙŠ هذه الدنيا يعلم أنك لا تبيع دينك بدنياك، وأنك Ø£Øرص على الØÙ‚ والعدل من Øرصك على المذهب والأيديولوجيا، وأن تÙاصيل الØدث وملابساته كثيرة ومربكة، وأنت لديك شواغلك العلمية الكبيرة .
أعلم يا أبي أن Ùتواك ما جاءت إلا دÙاعًا عما رأيته ØÙ‚ المصريين ÙÙŠ أن يختاروا بإرادتهم الØرة من يمثلهم دون العودة ثانيًا لتسلط العسكر – وهو ما لن Ù†Ø³Ù…Ø Ø¨Øدوثه أبدًا – ØŒ وهذا التعليق مني رد لأÙضالك عليّ، وعرÙان بجميل علمك الذي أودعته Ùيّ .
صدقني يا أبي الكريم الØليم لو طبقنا ما كتبته ÙÙŠ كتبك عن الأمة والدولة، وعن Ùقه الأولويات، ÙˆÙقه الواقع، ÙˆÙقه المقاصد، وعن الØرية التي هي قبل الشريعة كما علمتنا، لكنت أول الداعين للثورة على من ظلم، وخان العهود والمواثيق، وأÙشى أسرار الدولة، وزج بمخالÙيه ÙÙŠ السجن بتهمة إهانته، ولم يترك لهم من الØرية إلا ما كان يتركه لهم مبارك : قولوا ما شئتم وسأÙعل ما أريد .
أبي العظيم … ÙÙŠ ميدان رابعة العدوية الآن مئات الآلا٠من الشباب المخلص الطاهر، وهم طاقة وطنية جبارة، سيضعها بعض أصØاب Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø ÙˆØªØ¬Ø§Ø± الدم ÙÙŠ معركة لا ناقة لهم Ùيها ولا جمل، Ùلا هي معركة وطنية، ولا هي معركة إسلامية، ولا هي معركة ضد عدو، ولا هي معركة يرجى Ùيها نصر، وكل من يدخلها مهزوم، إنهم ملايين المخلصين الذي سيلقى بهم ÙÙŠ الجØيم ثمنا لأطماع ثلة من الناس ÙÙŠ مزيد من السلطة والنÙوذ، وما Ø£Øوجنا لكلمة ØÙ‚ عاقلة تØقن تلك الدماء الزكية التي ستراق هدرا .
إن الإرادة الشعبية التي تØركت ÙÙŠ الثلاثين من يونيو ليست سوى امتدادا للخامس والعشرين من يناير، ولئن ظن بعض الÙلول أن ما Øدث تمهيد لعودتهم Ùأني أقول Ù„Ùضيلتكم بكل ثقة إنهم واهمون، وسو٠يق٠هذا الجيل الاستثنائي أمام كل ظالم، ولن يترك ثورته Øتى يبلغ بها ما أراد، سواء لديهم ظالم يلبس الخوذة، أو القبعة، أو العمامة .
أبي الØبيب … لقد ربيتنا Ù†ØÙ† أبناءك على الØرية واستقلال الÙكر، وإني Ù„Ùخور بك قدر Ùخرك بنا وأكثر، وإني لأعلم أن هذه المقالة سو٠تدÙع بعض العبيد لقراءتها بمنطق العقوق، إلا أنه ما كان لي أن ألتزم الصمت إزاء ما كتبته – بوصÙÙ‡ Ùتوى لا رأي – وقد عودتنا أن نكون Ø£Øرارا مستقلين، ÙˆØذرتنا مرارا من التقليد الأعمى، والاتباع بلا دليل، والسير خل٠السادة والقيادات والرموز، وعلمتنا أن نقول كلمة الØÙ‚ ولو على أنÙسنا والوالدين والأقربين، وأن نعر٠الرجال بالØÙ‚ØŒ ولا نعر٠الØÙ‚ بالرجال .
من ØÙ‚ أسرتنا أن تÙخر بأنها لم تÙرَبÙÙ‘ نسخا مشوهة، بل خرجت كيانات مستقلة، وذلك بعكس كثير من الأسر التي تزعم الليبرالية والØرية، ولا نرى منها سوى نسخا كربونية لا Ùروق بينها .
أبي العظيم : هذه الكلمات بعض غرسك Ùينا، وهي ÙÙŠ الأصل Ø£Ùكارك وكلماتك، وبعض Ùضلك ÙˆÙقهك، إنها بضاعتك القيمة رÙدَّتْ إليك .
والله من وراء القصد . عاشت مصر للمصريين وبالمصريين