كيف استقبل شباب الثورة بصنعاء ظهور صالح؟!


  • الصورة لمتظاهرين في ساحة التغيير بصنعاء في 4 يوليو الجاري (AP).

    لمصدر أونلاين ـ صلاح القاعدي

    تباينت ردود الفعل لدى شباب الثورة في ساحة التغيير بصنعاء من الظهور العلني للرئيس صالح من خلال خطابه المسجل الذي بث يوم الخميس الفائت، وتوزعت بين حالة من الاحتقان والسخط على القوى المحلية والدولية لتأثيرها على مسار الثورة، وأخرى ساخرة.

    الشباب الذين استولى عليهم السخط والغضب نتيجة شعور سيطر عليهم، بسبب تفويتهم الفرص المتاحة لحسم الثورة، التي كان أبرزها فرصة رحيل صالح إلى السعودية. ومع ذلك خرج الشباب في مسيرات تجوب ساحة التغيير مرددين هتافات ضد قوى يعتقدون أنها سبباً حقيقياً في تأجيل حسم الثورة وومن بينها أحزاب اللقاء المشترك ودولتي السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.

    وتنامت حالة العداء تجاه السعودية والولايات المتحدة في أوساط شباب الثورة في اليمن خلال الآونة الأخيرة بسبب دور الأخيرتين البارز في حل المشكلة اليمنية، وسط اتهامات لهما بالتواطؤ مع نظام صالح والسعي لإجهاض الثورة السلمية المطالبة بإنهاء حكم صالح المستمر منذ نحو 33 عاماً.

    الاختلاف في الآراء ووجهات النظر كان سيد الموقف حول انعكاسات خطاب صالح، ويرى الشاب سليمان الراشدي ان اتضاح حالة صالح الصحية بعد أسابيع من التضارب، سيسهل في الإقدام على الخطوات القادمة وتحقيق بقية الأهداف التي قامت من أجلها الثورة.

    لكن كثيراً من شباب الثورة جعلوا من ظهور صالح مادة لصياغة النكتة التي تتميز بسرعة انتشارها على قطاع واسع من اليمن بمختلف الوسائل المتاحة.

    ويعتقد هؤلاء إن النكت الساخرة التي يطلقونها «ليست للتشفي والسخرية بقدر ما هي للتذكر بمصير الظلمة والطغاة ونهايتهم في أخر المطاف بنفس الآلة التي كان يستخدمونها في تصفية خصومهم».

    وقال شاب في ساحة التغيير بصنعاء إن شباب الثورة يقتبسون صناعة الطرائف أو النكت من كلمات قيلت في الماضي أو أحداث وقعت وكانت لصالح سبب في تلك الأحداث، مورداً أحد الأمثلة بالقول: «أخيراً فهمنا ماذا كان يعني صالح بالصوملة».

    وأضاف الشاب وهو طبيب في الثلاثين من عمره ان الاحتقان والشعور بالظلم والقهر ينعكس في كل المجتمعات بقوالب متعددة إلى أفعال باستخدام وسائل مختلف، وتظل الكلمات الساخرة هي أهمها والنكتة السياسة أبرزها.

    ويرى محمد على المرابي وهو عضو في التكتل القبلي أن الكلمات الساخرة جزء من حالتهم الثورية وتستخدم لتلطيف الجو والخروج بالنفس من حاله الاحتقان والرتابة والجمود الثوري.

    وعندما طال غياب صالح ولم يظهر لأكثر من شهر كانت شائعات تردد بأنه مات وهو في الثلاجة، وعندما ظهر علق أحدهم: «كنا نظن أنه في الثلاجة طلع في الفرن».

    ومع إصرار الثوار على تحقيق أهداف الثورة، كتب أحدهم عن ظهور صالح قائلاً «مهما ظهر بوجهه المحروق. وتكلم بصوته الضعيف المخنوق. وجلس على أريكة بجسم منهك وممزق. سننتصر وننتظر الشروق».