لبنا نيّا ت #٣


 



Part 3 of a three-part trilogy by George N. El-Hage

أنا بيروتُ
حدّ ق في تكاويني
ألا تذكرْ؟
أنا بيروتْ …
أنا تاجُ السنين …
وزورقُ المرجانِ … والياقوت
والمرمرْ
أنا بيروتُ … هل تذكرْ؟ ….
 
عروسُ عرائسِ المدنِ
وأمُّ الحرفِ …. والسفنِ
أنا وطنُ الذي يشتاقُ للوطنِ
ألا تذكرْ؟
أنا بيروتُ … تعرفُني
فلا تنكرْ
ربيعَ الفكرِ… والأوتارِ … والأسطرْ
أنا حُلوةْ
أنا أحلى …
وكَم سَافرتَ في عينيَّ  كي تسهرْ
وفي شَعري …. وفي صدري
إذا ما شرقنا  هبَّت عليه
الريحُ …. أو أمطرْ
أنا بيروتُ … هل تذكرْ؟ …

وأمس أفقتُ
أمس أفقتُ
لا وجهي ولا اسمي
كما كانا …
ولا شَعري… ولا صدري
كما كانا
رأيتُ الرعبَ يرسمُ فيّ
أشكالاً … وألوانا …
ولم أعرفْ سوى أنّي
ضُربتُ … وليس من سَببِ
وكدتُ أموتُ من تعبي
وجرّوني إلى الساحاتِ
عرَّوني ….
سُلِبْتُ بكارتي منّي
أُهِنتُ …
أُخذتُ بالظنِّ …
أرادوني
عَروسَ الساحرِ الأكبرْ،
عَروسِ الساحرِ الأحمرْ …
وساقوني
إلى الحاكمْ
زعيمِ الحمْرِ … والبربرْ …
ولم يدروا بأنَّ اللهَ
في بيروتَ لن يٌقهرْ ….
أنا بيروتُ … يا اللهُ !
هل تذكُرْ؟ …

سأبقى، رُغمَ أحزاني
ورُغمَ الجرحِ
في وجهي وإنساني،
بحجمِ الشرقِ
إنَّ الشرقَ …. أدماني
بحجمِ الحبّ
إن الحبَّ لبناني
بِحَجم الحقِّ
إنِّ الحقّ لبناني.


For part 2, click here.